عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلا شجاعا ، وعندما أراد الهجرة من مكة إلى المدينة ، حمل سيفه وذهب إلى الكعبة وطاف حول البيت سبعة أشواط ثم صلى لله .
بعد الصلاة اتجه عمر إلى الكفار وكانوا يجلسون أمام الكعبة وأخبرهم بأنه مهاجر وقال لهم ، من أراد أن تفقده أمه أو زوجته أو أولاده ، فليقابله خلف الوادي . خاف الكفار من عمر ولم يذهب أحد لمقابلته .
بعد موت الخليفة الأول ، أبي بكر الصديق ، أصبح عمر الخليفة الثاني ، فكان خليفة عادلا ، يحب المسلمين ويعمل على راحتهم .
وفي إحدى الليالي ، خرج عمر ، يتفقد أحوال المسلمين . كان البرد شديدا في تلك الليلة . شاهد عمر نارا في الطريق ، فأسرع إليها وعندما اقترب من النار ، رأى امرأة ، تجلس هي وأطفالها ، حول قدر على النار ، وكان الأطفال يبكون ويصرخون .
اقترب عمر من المرأة وقال لها : « السلام عليكم . » فقالت له : « وعليكم السلام . » ثم سألها : « لماذا يبكي هؤلاء الأطفال ؟ » فأجابته : « إنهم جائعون . » قال لها : « وماذا في القدر ؟ » قالت له : « فيه ماء يغلي ، يستمع الأطفال إلى صوته فينامون . » انطلق عمر إلى بيت الدقيق وأحضر دقيقا وزيتا . فتح عمر القدر وصب فيه الدقيق والزيت وأخذ يحرك الدقيق وعندما نضج ، طلب منها طبقا ، صب فيه الطعام ثم طلب منها أن تطعم أطفالها .
أكل الأطفال حتى شبعوا ثم أخذوا يضحكون ويلعبون حتى ناموا . شكرت المرأة عمر وقالت له : « جزاك الله خيرا . »